اعلم يرحمك الله أيها الوزير أن المكروه من الرجال عند النساء هو الذي يكون رث الحالة قبيح المنظر صغير الذكر فيه رخوة ويكون رقيقًا وأن أتى إلى المرأة لم يعرف لها قدر ولا حظًا يصع د على صدرها من ملاعبة ولا بوس ولا تعنيق ولا عض يولج فيها ذلك الذكر بعد مشقة وتعب فيهز هزة أو هزتين وينزل عن صدرها فتلقي نزوله عن درها أحسن من عمله ثم يجذب ذكره ويقوم كما قال بعضهم يكون سريع اله راقة بطيء الإفاقة صغير الذكر ثقيل الصدر خفيف العجز فهذا لا خير للمرأة فيه واعلم أن الأير الكبير فيه فائدة كبيرة.
( حكى ): أن العباس كان صغير الذكر رقيقًا جدًا وكانت له امرأة جسيمة خصيبة اللحم فكان لا يعجبها في الجماع فجعلت تشكو به لجميع أصحابه مدة من الزمان وكانت ذات مال وكان هو ذا فقر فكان يراودها أن تعطيه شيئًا فأبى فذهب إلى بعض الحكماء ورفع له أمره فقال له: لو كان أيرك كبيرًا لكنت أنت الحاكم على المال ألم تعلم أن نساء دينهن وعقلهن في فروجهن ولكن أنا أذكر لك ما يكون دواؤه وأدبر لك فيه ثم استعمل له الدواء الذي سأذكره لك بعد فيعظم أيرك فاستعمل ما ذكره له فعظم أيره واستمر فى استعماله مدة من الزم ن فلما رأته على تلك الحالة تعجبت منه وأعطته ما لها وملكته نفسها وجميع أثاثها.
الباب الثالث: "في المكروه من الرجال" من كتاب: "الروض العاطر في نزهة الخاطر" لمؤلفه أبو عبد الله محمد بن محمد النفزاوي